علاج القدم السكري بشكل فعال ونهائي

القدم السكري

تعتبر القدم السكري من المضاعفات الشائعة لمرض السكري المزمن والتي تتكون نتيجة ضيق وانسداد الشرايين الطرفية التي تُغذي الأطراف أو نتيجة اختلال وظائف الجهاز العصبي؛ مما يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف الأساسية المنوطة بالحفاظ على سلامة القدمين.

مسببات القدم السكرى:

القدم السكري لا تُعتبر مرض مُحدد ولكنها مجموعة معينة من الأحوال المرضية التي تؤدي إلى وصف القدم بالسكري، حيث يحدث بها تضرر للقدم نتيجة عوامل مُختلفة وهي:

1- اعتلال الأعصاب الطرفية: 

يحدث تلف في الأعصاب الحسية وبالتالي يختفي الإحساس باليدين والقدمين، بما في ذلك الشعور بالحرارة أو البرودة أو الألم، وبالتالي قد لا يشعر المريض بالعوائق أثناء المشي مثل الإنسان المعافى، مما يعرضه إلى الإصابة بجروح مُتعددة التي تصبح مدخلًا للعدوى.
كما يحدث خلل في الأعصاب السمبثاوية وينتج عنها قلة إفراز العرق؛ لذا يصبح جلد مريض السكر جافًا وبه تشققات، تلك التي تسمح بدخول الجراثيم والبكتيريا وحدوث الالتهابات.

2- اعتلال الأوعية الدموية: 

يحدث تطور الجروح في اتجاه سلبي بسبب قلة تدفق الدورة الدموية؛ مما يستغرق الأمر وقتًا أطول للشفاء، وقد يتسبب الأمر في تكاثر البكتيريا، ويصبح المريض مُعرضًا لخطر الإصابة بالغرغرينا وموت الأنسجة بسبب نقص الدم.

3- اعتلال العظام والمفاصل والأربطة: 

نظرًا لاعتلال الأعصاب الحسية وما تسببه من اختلال في الضغط وخاصية الاهتزاز، يصبح مريض السكر غير مدرك لخطوات قدميه وطبقًا لقانون نيوتن الثالث "لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس في الاتجاه"؛ لذا فإن كل خطوة غير مستقرة ينتج عنها ضغط في جسم المريض والتسبب في حدوث كسور مجهرية حول المفصل، ولكن لن يشعر المريض بذلك؛ لذا يستمر في المشي بتلك الطريقة على القدم المُصابة وينتهي الحال بإصابة المريض بقدم شاركوت بسبب بروز إحدى العظام من أسفل القدم. قدم شاركوت هو اختلال القدم من حيث الشكل والوظيفة ويتطور إلى خلع المفصل وقد يلجأ المريض إلى بتر ساقه من تحت الركبة.

إن نسب السكر المرتفعة في الدم لفترات طويلة تؤثر على شرايين الجسم وتتسبب في تواجد هذه العوامل التي تهدد قدم مريض السكر للإصابة بالقدم السكري.

طرق علاج القدم السكري:

يعتمد العلاج على سرعة التشخيص بعد ظهور بعض الأعراض الأولية التي من بينها:
- الشعور بالألم.
- تغييرات في لون البشرة ودرجة حرارة الجلد.
- تشققات في الجلد.
- أظافر غائرة أو مُصابة بالفطريات.
- قرح في القدم بطيئة الالتئام.
- تورم غير معتاد وتهيج واحمرار.
- رائحة غير معتادة في أحد القدمين أو كلاهما.
- النسيج الأسود المحيط بالقرحة الذي يعتبر العلامة الأكثر وضوحًا على القدم السكري، بسبب عدم التدفق السليم للدم إلى المنطقة المحيطة بالقرحة، مسببة غرغرينا القدم السكري الجزئية أو الكاملة والتي تشير إلى تعفن وموت الأنسجة بسبب العدوي.

إن علاج القدم السكري يختلف حسب درجة وشدة الحالة. هناك العديد من الخيارات العلاجية المُتعددة، وفيما يلي بعض التفاصيل العلاجية:

العلاج الغير جراحي:

عادةً ما يحاول الطبيب أولًا علاج مشاكل القدم السكري دون استخدام الجراحة. تتضمن بعض الطرق الغير جراحية ما يلي:
- إبقاء الجروح نظيفة.
- مراقبة القدم باستمرار تحسبًا لحدوث غرغرينا في أصابع القدم وذلك بسبب انقطاع تدفق الدم إليها.
- ارتداء الأحذية الداعمة لحماية القدمين لمدة 6 أشهر، خاصةً في حالات قدم شاركوت، لتلافي الكسور وخلع المفاصل.
- تجنب المشي لأن ضغط المشي على القدم قد يزيد من القرحة والألم المستمر في القدم.
- وصف الطبيب العلاجات الطبية والأدوية المُساعدة.
- يمكن علاج المرضى الذين يعانون من العدوى الخفيفة بالمضادات الحيوية.
- تنظيم نسبة السكر في الدم وذلك إمّا بتناول الأدوية أو حقن الأنسولين.
- إزالة الجلد الميت لمنع إصابة القرحة بالعدوى.
- علاج دوائي للسيطرة على اعتلال الأعصاب الطرفية وقد يليها استخدام الأكسجين المضغوط.

التعامل مع عدوى القدم السكري: 

العدوى هي من أهم المضاعفات الخطيرة لقرحة القدم السكري وتتطلب علاجًا فوريًا. لا يتم التعامل مع جميع الإصابات بالطريقة نفسها أو بتناول نفس المضاد الحيوي، بل قد يتم إرسال الأنسجة المحيطة بالقرحة إلى المختبر لتحديد نوع المضاد الحيوي الأنسب للسيطرة على العدوى والقضاء عليها. وفي حالة إذا كان الطبيب يشك في حدوث عدوى خطيرة، فقد يتطلب الأمر عمل الأشعة السينية للبحث عن علامات الإصابة بالعظام.

العلاجات الأخرى:

في بعض المرضى قد تصل حالة القدم السكري إلى مراحل متقدمة، تتطلب تدخلات مُختلفة لعلاج القرح وتخفيف الضغط عليها من خلال إزالة التشوهات الموجودة بها، لمنع القرحة من أن تصبح أسوأ ويكون علاجها الوحيد هو البتر. أيضًا قد يفكر الطبيب ويلجأ إلى الجراحة مع حدوث غرغرينا في القدم، وتشمل الخيارات ما يلي:
- في حالات اعتلال الأوعية الدموية يُنصح بالتدخل الغير جراحي من خلال القسطرة العلاجية التي تتم عن طريق إدخال إبرة بسيطة في شريان أعلى الفخذ، تحت تأثير التخدير الموضعي، حتى الوصول إلى مكان الانسداد وتصويره. 
تستخدم القسطرة الطرفية لفتح الأوعية الدموية المُغلقة من خلال البالون الذي يتم فتحه. في بعض الحالات يقوم الأستاذ الدكتور حسام المهدي بتثبيت الدعامات لإبقاء الأوعية الدموية مفتوحة ولضمان حصول الساق على المواد الهامة والأكسجين من خلال دورة دموية سليمة. كما يمُكن التعامل مع اختلال الدورة الدموية بالخضوع إلى الأشعة التداخلية.
- جراحة تحويل مسار تدفق الدم لاستعادة مجرى الدم في الأوعية الدموية الطرفية.
- إذا كانت الغرغرينا مُتقدمة للغاية فإن الحل المناسب هو البتر ويتراوح درجة البتر حسب تقدم الغرغرينا، من بتر الأصابع المصابة إلى بتر الساق تحت الركبة.

التعامل مع الجروح المُزمنة:

- تنظيف جراحي لإزالة الأنسجة المتحللة والميتة.
- استخدام جهاز شفط الهواء السلبي.
- تفريغ الضغط تحت القرحة.
- تطبيق الغيارات الجافة الحديثة التي تتنوع في المواد المستخدمة حيث يتم الاختيار فيما بينها طبقًا لحالة القرحة؛ لذا لا بد من استشارة طبيب الأوعية الدموية الأفضل وهو الأستاذ الدكتور حسام المهدي الذي لديه الخبرة الكافية لاختيار نوع الغيارات الأنسب لكل قرحة.

العناية بمريض السكر:

يوجد بعض النصائح التي تقلل من فرصة إصابة مريض السكر بقرحة القدم ومنها ما يلي:
1- السيطرة على مستويات السكر في الدم.
2- غسيل القدم يوميًا بالماء الدافئ والاهتمام بالتجفيف الجيد.
3- فحص دقيق للقدم يوميًا.
4- قص الأظافر بطريقة عرضية والبعد عن قصها بطريقة دائرية، أي لا تُقص زوايا الأظافر أو جوانبها، حتى لا يحدث أي جرح جانبي أثناء القص.
5- استخدام كريمات مُرطبة لمنع حدوث التشققات.
6- الحرص على ارتداء أحذية أو شباشب مُغلقة الأصابع حتى داخل المنزل.
7- المحافظة على تدفق الدم إلى القدم برفعها عند الجلوس وتحريك أصابع القدم عدة مرات في اليوم.
8- التوقف عن التدخين لتفادي تفاقم مشاكل تدفق الدم.

في عيادات الدكتور حسام المهدي، أستاذ جراحة الأوعية الدموية وعلاج القدم السكري بطب القصر العيني وزميل كلية الجراحين الملكية بإنجلترا، يمكنك الحصول على أفضل الطرق لعلاج القدم السكري بدلًا من التعرض لمخاطرها غير المحدودة، حيث يتضمن العلاج تنظيف الجروح وإزالة الأنسجة الميتة الموجودة بالقدمين، بالإضافة إلى تقليل الضغط على القدمين وتحسين الدورة الدموية من خلال القسطرة الطرفية والسبل الأخرى المُتبعة التي تهدف إلى تحسن جودة حياة مرضى القدم السكري.



اقرأ أيضًا:
تكلفة علاج دوالي الساقين بالحقن