علاج غرغرينا القدم السكري

غرغرينا القدم السكري

يلعب الدم دورًا مهمًا في الجسم لنقل الأكسجين والمواد الغذائية وتوفير الأجسام المضادة اللازمة لمقاومة المرض. عندما لا ينتقل الدم بحرية في الجسم، لا تبقي خلاياه على قيد الحياة ويمكن أن تتطور الحالة إلى موت الأنسجة وهو ما يسمى بالغرغرينا.

الغرغرينا تعني موت أنسجة الجسم نتيجة عدم وصول الدم إليها بشكل كافي، وتعد غرغرينا القدم السكري إحدى المشكلات الصحية المنتشرة بين الناس وتحتاج إلى تدخل طبي لتجنب تفاقم الحالة.

القدم السكري:

القدم السكري هي من أخطر المضاعفات التي تصيب مرضى السكر بسبب اعتلال الأعصاب الحسية. تؤدي القدم السكري إلى عدة تأثيرات على القدمين من حيث شكل القدم ولون الجلد، وعلى الجسم من حيث قدرته على أداء الوظائف الحيوية.

كيف تحدث الإصابة بغرغرينا القدم السكري؟

يزيد مرض السكري من فرص الإصابة بالغرغرينا، حيث تؤدي الإصابة بمرض السكري إلى تلف الأعصاب الحسية والحركية وفقدان المريض القدرة على الإحساس بالقدمين؛ مما يجعل المريض لا يشعر بالإصابات والقروح التي تتعرض لها قدميه لتصبح أكثر عرضة للتلوث وانتشار البكتيريا.
كما يؤثر مرض السكري على وظائف الأوعية الدموية حيث يقل إمداد القدمين بالدم المُحمل بالغذاء والأكسجين اللازمين لتغذية الخلايا والجهاز المناعي؛ مما يجعل شفاء الجروح التي تصيب القدمين أكثر بطئًا.

تشمل أعراض الغرغرينا ما يلي:

– برودة وخدر في المنطقة المصابة.
– ألم في المنطقة المصابة أو خارجها.
– احمرار وتورم حول الجرح.
– قروح مستمرة في نفس المكان.
– ارتفاع درجة الحرارة إلى ما فوق 38.
– تلون الجلد باللون الأسود المخضر أو الأزرق أو الأحمر.
– صديد أو إفرازات من الجرح.
– ظهور بثور وشعور بطقطقة تحت الجلد.
– انخفاض ضغط الدم إلى حد الصدمة التي تصبح مُهددة للحياة.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالغرغرينا؟

تحدث الغرغرينا عند توقف إمدادات الدم إلى جزء من الجسم وحدوث موت للأنسجة. عادةً ما تبدأ الغرغرينا في أصابع القدم أو القدمين. يمكن أن تحدث الغرغرينا نتيجة إصابة خطيرة مثل جرح أو حرق عنيف، أو عدوى أو حالة مرضية تؤثر على الدورة الدموية وعلى تدفق الدم وتزيد من خطر الإصابة بالغرغرينا.

هناك مجموعات معينة من الأشخاص يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالغرغرينا وهم الذين يعانون من ظروف طويلة المدى والتي يمكن أن تؤثر على الأوعية الدموية الخاصة بهم، مثل إصابتهم بالأمراض التالية:

مرض السكري: 

هو مرض مزمن يظل مدى الحياة، ويجعل مستوى سكر الدم لدى الشخص مرتفعًا جدًا.

أمراض الشرايين الطرفية: 

التي تشمل تصلب الشرايين وهي حالة انسداد الشرايين بسبب تجمع المواد الدهنية والكوليسترول على جدار الوعاء الدموي، وتضييقه وتقييد تدفق الدم به.

مرض رينود: 

هو تفاعل الأوعية الدموية بشكل غير طبيعي مع درجات الحرارة الباردة والضغط النفسي في أجزاء معينة من الجسم، عادةً في أصابع القدم، فتضيق الشرايين الصغيرة وتعوق وصول الدم إلى الأطراف.

أنواع الغرغرينا:

الغرغرينا الجافة: 

هي الأكثر شيوعًا بين مرضى السكري، وأمراض المناعة وتظهر في منطقة الأطراف التي تبدأ باللون الأحمر وتتحول إلى اللون الأسود.

الغرغرينا الرطبة:

تحدث نتيجة الإصابة بعدوى في الجروح والقرح بالتوازي مع قلة تدفق الدم للمنطقة المصابة؛ مما يتسبب في موت الأنسجة. هذا يجعل المنطقة مُنتفخة، وبها سوائل وصديد وذات رائحة كريهة، كما يمكن أن تنتشر لباقي أجزاء الجسم.

الغرغرينا الغازية:

هي إحدى أنواع الغرغرينا الرطبة وتعد الأخطر لأنها تصيب أعضاء الجسم الداخلية، حيث تفرز البكتيريا السموم في غياب الأكسجين وتقضي على العضو المصاب.

ما هي مضاعفات الغرغرينا؟

نظرًا لأن الغرغرينا يمكن أن تنتشر بسرعة على مساحة كبيرة من الجسم، فإن كمية الأنسجة الميتة يمكن أن تكون كبيرة جدًا. قد يؤدي عدم علاج هذه المناطق الكبيرة إلى تكون مساحات واسعة من الندبات، وقد تؤدي حالات الغرغرينا الشديدة إلى الوفاة نتيجة انتشار البكتيريا بشكل سريع إلى باقي أجزاء الجسم.

متى تحتاج إلى زيارة طبيب الأوعية الدموية؟

الغرغرينا هي حالة طبية طارئة. تعتمد حالة الغرغرينا على موقع وحجم المنطقة المصابة، بالإضافة إلى الأمراض الأخرى التي يعاني منها المريض. غالبًا ما تكون الغرغرينا مهددة للحياة؛ لذا فإن الرعاية الطبية الفورية أمر بالغ الأهمية ويجب التوجه لزيارة الطبيب الأفضل في جراحة الأوعية الدموية وهو الدكتور حسام المهدي أستاذ جراحة الأوعية الدموية وعلاج القدم السكري بجامعة القاهرة، وذلك عند ظهور الأعراض التالية:
– الإصابة بالحمى المستمرة.
– شحوب البشرة والإحساس بالبرودة في القدمين.
– تغيرات مستمرة في شكل ولون ودرجة حرارة الجلد.
– خروج إفرازات كريهة الرائحة من القرح.
– الإحساس بالألم والتنميل في القدمين.

ما هي طرق تشخيص غرغرينا القدم السكري؟

يتم إجراء العديد من الفحوصات والتحاليل الطبية لتقييم الحالة وتشمل ما يلي:
– إجراء فحص جسدي للتحقق من علامات موت الأنسجة. 
– إجراء تحاليل للدم للكشف عن عدد خلايا الدم البيضاء وإذا كانت في المعدل الطبيعي أم لا، حيث إن تواجدها بنسب أعلى من الطبيعي هو دليل على الإصابة بعدوى.
– إجراء الأشعة اللازمة لتحديد حالة الشرايين ومعدل تدفق الدم بها.
– فحص عينات من الأنسجة أو السوائل من المنطقة المصابة في المختبر. 

كيف يتم التعامل مع حالات الغرغرينا المختلفة؟

يحدد الأستاذ الدكتور حسام المهدي أفضل خطة علاج للمريض بناءًا على عمره وصحته العامة وتاريخه الطبي وشدة المرض وتوقعات تطور المرض لديه. تتكون خطة علاج الغرغرينا عادةً من تنفيذ إجراء واحد أو أكثر من الإجراءات التالية:

تناول المضادات الحيوية: يمكن استخدام هذه الأدوية لقتل البكتيريا في المنطقة المصابة، لذا يتم استخدامها في حالات الغرغرينا الرطبة.

إزالة الأنسجة الميتة بالجراحة: يهدف هذا الإجراء إلى منع الغرغرينا من الانتشار إلى الأنسجة السليمة القريبة، وقد ينصح بإجراء عملية ترقيع الجلد لخلق بيئة ملائمة لالتئام الجروح. في الحالات التي تنتشر فيها الغرغرينا، قد يلزم بتر إصبع القدم أو حتى أحد الأطراف.

العلاج بالأكسجين عالي الضغط: أثناء هذا الإجراء، يتم وضع المريض في غرفة خاصة مُجهزة بأكسجين عالي الضغط، مما يدفع المزيد من الأكسجين إلى المنطقة المصابة. هذا يمكن أن يعزز الشفاء السريع ويساعد على قتل البكتيريا. هذا العلاج فعال بشكل خاص في الأشخاص الذين يصابون بالغرغرينا من قرح القدم السكري. 

القسطرة الطرفية العلاجية: إذا كانت الغرغرينا ناتجة عن ضعف تدفق الدم، فقد يوصى بإجراء القسطرة الطرفية العلاجية لتحسين الدورة الدموية.

علاج الغرغرينا بالقسطرة الطرفية العلاجية:

عند اللجوء لطبيب الأوعية الدموية في بداية الإصابة بالغرغرينا يكون العلاج ممكنًا دون اللجوء إلى البتر، وذلك من خلال علاج قصور الدورة الدموية التي تسبب عدم تدفق الدم.
تساهم القسطرة الطرفية العلاجية في توسيع الشرايين المسدودة أو الضيقة من خلال استخدام البالون العلاجي مع تركيب الدعامة إذا لزم الأمر، إلى جانب تنظيف الأنسجة التالفة بالفعل.

كيف يمكن الوقاية من الغرغرينا؟

يمكنك المساعدة في منع الغرغرينا من خلال إتباع الآتي:
– مراقبة أي جروح لديك بعناية.
– الحصول على اهتمام فوري في حالة ظهور علامات العدوى.
– اتبع خطة العلاج الموصوفة لك بدقة إذا كانت لديك حالات معينة يمكن أن تؤثر على الدورة الدموية مثل مرض السكري وأمراض الأوعية الدموية الطرفية.



اقرأ أيضًا:
دكتور اوعية دموية بالمهندسين